03/01/2001 El.Ahram Weekly المناهج التعليمية ودوها فى حياتنا

أصبحت المناهج التعليمية فى سنواتنا هذه هى محور اهتمامات جميع الأسر المصرية سواء كان ابناؤهم فى المراحل التعليمية أم لا، ورغم أن أبنائى لازالو صغار السن إلا أننى أعانى من مشكلات المناهج التعليمية، ربما يكون ذلك وفقا لتخصصى (أخصائية نفسية أطفال) أو لأنى عمة وخالة وصديقة لكثير من الأطفال، لذا هيا بنا نبحث دور المناهج التعليمية فى حياتنا.

أولا: الدور الأسرى

أصبحت المناهج التعليمية هى ملتقى الأسرة جميعها، فالمسامرة اليومية للأسرة أصبحت من أجل القيام بالواجبات المدرسية ومحاولة اللحاق بقطار التعليم المصرى وبالتالى لم يعد للوالدين فرصة الجلوس مع أبنائهم للإستماع لمشكلاتهم، للعب معهم، وأصبح الطفل يرى الأم هى المعلم المنزلى الدائم الذى يطلب منه: “ذاكر، خلص واجباتك، ياللا بسرعة، لسة عندنا حاجات كتير”!! هل هذا هو دور الأم الحالى؟ لا مانع للأم أن تساهم فى العملية التعليمية ولكن أن يكن هذا هو دورها الرئيسى؟؟ إذن فقد تم الغاء ما يسمى بالأسرة السعيدة وأصبحت الأسرة الدراسية وهيا بنا نتقمص دور الطفل ورؤيته لوالدته هل تعرفون رأيه فيها؟ إنها ” الرعب” الذى يخافه الأبناء.

ثانيا: دورها فى عادتنا وقيمنا الاجتماعية

لن نذكر هنا الرحلات الجماعية أو الزيارات الأسرية أو تبادل العلاقات الاجتماعية الطبيعية أو لكن هيا بنا نأخذ مثال آخر “عيد الفطر”؟؟ الأطفال لم يستطيعوا الاستمتاع بالعيد!! لماذا؟ لأن الامتحانات كانت عقب العيد مباشرة (رابع يوم العيد كما هو المصطلح المصرى) أين إذا بهجة العيد وأين التنزه وأين اللعب وأين السفر؟ تم الغاءهم جميعا من أجل خاطر وعيون وزارة التربية والتعليم وقد سمعت أحد المسئولين يقول أن العيد الحقيقى للطفل هو عيد النجاح!! لا أدرى هل كان طفلا يوما ليعرف أن العيد الحقيقى هو عيدنا الإسلامى أو المسيحى أو الأسرى، أيضا أن أعياد المسيحيين لن يتم الإستمتاع بها لأنها تقع وسط الإمتحانات.

ثالثا: دور المناهج التعليمية فى تنمية قدرات الأطفال

قدرات الأطفال العقلية هى متعددة من تذكر، ادراك، ابداع، انتباه إلى آخره من قدرات متنوعة هامة، ولكن إذا أردنا فحص هذه القدرات من خلال المناهج التعليمية، فسنجد أنها قدرات محدودة التى تعنى بها حيث أنها تهتم بالتذكر (الحفظ) والقدرة اللفظية ولكن أين سائر القدرات؟؟ ولنأخذ معا بعض الأمثلة: مادة الكمبيوتر مثلا كانت مادة علمية محببة إلى قلوب الأطفال إلى ظهر قرار ادخالها بالمجموع فأصبحت مادة نظرية بنسبة 75% و25 % مادة علمية.

كذلك فى الصف الثانى الابتدائى على الطفل أن يحفظ خلال ثلاثة أشهر فقط وفى اللغة العربية وحدها: 62 كلمة مرادفها (ومن أمثلة هذه الكلمات: رحيق: سائل تفرزه الأزهار، ذللا: ممهدة، ذواقة، يميز بين أنواع الطعام) و71 كلمة وعكسها (مثل: عملت # جهلت، داء # دواء، أعتنى # أهمل) و177 كلمة وجمعها (مثل: نفس –* أنفس، حى —* أحياء)، مع أن هذا الطفل فى هذا الطفل فى هذه المرحلة يتراوح عمره بين 8-7 سنوات كحد أقصى ذلك بخلاف حفظ الدروس المقررة رغم أن مادة القراءة يجب أن تكون مادة مطالعة فقط وبخلاف الدين، والحساب بالإضافة إلى الإنجليزى والفرنسى فى المدارس الخاصة.

– أما عن المرحلة التمهيدية فنجد أن الطفل اليوم عليه أن يقوم بتعلم كيفية تلوين مساحة 10 سم ثم فى الغد المباشر (ثانى يوم) عليه أن يتعلم كيف يقوم بتلوين دوائر قطرها أقل من 1 سم فأين الأسس التعليمية التى قامت على ذلك؟؟

– ثم عند اجراء اختبارات القدرات المعنية على الأطفال نجد أن هؤلاء الأطفال تفوق قدراتهم اللفظية الحد المتوسط، أما القدرة العملية فهى تقع دائما فى الحد الأدنى للمتوسط وان لم تكن أقل من المتوسط، دون أن تكون هناك مشكلة ما عند الأطفال، إن المشكلة الأساسية هى فى كيفية تنمية قدرات الأطفال وبالتالى نجد أن القدرات الإبداعية الإدراكية والعملية قد تم محوها، وهى القدرات التى من خلالها أساسا نستطيع القيام بتنمية البلاد وتقدمها ونموها.

فإين إذا التخطيط والدراسات التى تم وضعها للمناهج وما لها أسس المناهج الدراسية التى تربينا على وأين هى؟؟

يامن يهمه الأمر: استمعوا لشكاوى الأهل وليس لتصريحات المسئولين.