كيف نصادق أبناءنا ونصنع شخصية المستقبل
الخصائص النفسية والعقلية لطفل المرحلة الابتدائية
وفقاً للمرحلة العمرية
كيف نصادق أبناءنا ونصنع شخصية المستقبل
للمدرسين والآباء
* من هو الطفل
الطفل منذ ولادته له كيان مستقل، يمكن تهذيبه، يمكن تعديل سلوكه، لكنه مثل الشجرة له كيانه الخاص وجذوره التى لن تتغير، هذه الجذور تٌكتسب من خلال الوراثة، أما التعديلات فهى لعوامل البيئة التى تهذب هذه الجذور، ومن هذه العوامل الأسرة، المدرسة والمجتمع الخارجى فيما بعد.
ورغم أن انماط الأطفال تختلف إلا أن دورهم دائماً واحد، دور الطفل الأساسى هو اللعب، اللعب بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، وخاصة فى المراحل الدراسية الأولى، لذلك يجب أن يتم تناول معظم المواد والأنشطة والمهارات باللعب فمثلاً يمكن معالجة صعوبات الكتابة عن طريق اللعب، تنمية الفكر عن طريق اللعب، حتى العلاج النفسى، أثبتت البحوث أن العلاج باللعب هو من أكثر الوسائل فعالية.
بالتالى فإذا أردنا أن يكون للمَدرسة وللأهل دور فإنه يجب أن يكون من خلال اللعب. وللعب كما سبق الاشارة أهمية كبيرة، وبسبب هذه الأهمية تعددت النظريات فى شرح اللعب ودوره وأهميته فهناك مثلاً:
1- نظرية Person – oriented school
تقول هذه النظرية إن اللعب يعتبر دافع أساسى يولد به الفرد وهو الذى يعلم الطفل أنماط الحياة ليصبح راشداً.
2- Socio-culturally oriented school
وتقول هذه النظرية إن اللعب هو اعادة للخبرات البشرية.
3 – Life-space oriented school
وهنا تعتبر هذه النظرية النشاط هو أحد المظاهر الأساسية للحياة، وبما أن النشاط الأساسى أو الرئيسى للطفل – بالنسبة لها – هو اللعب. فإن اللعب له دور أساسى فى نموه، ثم يتطور ذلك بنمو الطفل فيختلف النشاط وفقاً لمستوى نضجه فمثلاً الراشد يكون هدفه فى عمله وليس فى اللعب كما كان صغيراً.
ولعل هذه النظرية هى أكثر النظريات قبولاً.
ولكل مرحلة بالطبع طابع خاص سواء من حيث نمو العقل أو من حيث النمو النفسى، وما سيرد ذكره حالياً يجب فيه مراعاة الفروق الفردية والنمو الذهنى للطفل (ذكاءه العقلى وذكاءه الاجتماعى).
وسوف يلى ملخص لكل مرحلة من المراحل، ولكن يجب أولاً ن نقوم بتعريف الطفل وهو التعريف الذى اتخذه شخصياً منهجاً لى فى عملى وفى توجهى العام، فإن الطفل – خاصة طفل المرحلة الابتدائية – قد يختلف نمطه من اجتماعى إلى انطوائى إلا أن دوره دائما واحد وهو اللعب، ويمكن من خلال اللعب أن نقوم بجميع المهام المطلوبة، سواء للتعلم أو للعلاج، وقد أكدت نظرية life – space هذه النظرية والتى تقول بن اللعب يتطور مع الطفل حتى مرحلة الرشد، وإن كان شكله أو نمطه فقط هو الذى يتغير.
وللعب عدة قيم :
القيمة النفسية
حيث من خلال اللعب يتم تنمية الإحساس بالادراك والانتباه والوعى بالتفكير المنطقى والاكتشاف والكشف عن المواهب، والحد التوتر والقلق Individual play therapy
القيمة الاجتماعية :
والتى تساعد على تعلم القواعد والمعايير الاجتماعية وكيفية التعاون مع الآخرين Group therapy
القيمة العقلية :
حيث تنمية الانتباه والذاكرة واستيعاب الكثير من المواد التعليمية.
أهم سمات الشخصية والتفكير لدى الأطفال فى المرحلة الابتدائية:
فى هذه المرحلة والتى يجب على كل مدرس أن يعيها ويستوعبها جيدا حتى يعرف كيف يتعامل مع الطفل حيث يتسم الأطفال الذكور بالاختراق والمنافسة، بالأطفال الاناث : الاحتواء والمنافسة.
– ويتسم جميع الأطفال هنا بالعيانية فى التفكير، غياب التفكير المنطقى، ويكون تفكير الطفل أميل إلى العدوان، التطاول المخاطرة، وأقرب إلى كلمة “لا” age of no.
– ولكن ما يوقفه عن التمادى فى هذه السلوكيات هو الخوف من العقاب.
– وهنا تظهر أهمية برنامج الثواب والعقاب سواء فى الأسلوب التربوى أم فى الأسلوب التعليمى (مع الحذر الدائم من الاحباط).
– وفى هذه المرحلة يختفى تماما التفكير المنطقى لدى الأطفال وهنا ما يثير الدهشة أن بعض المناهج الدراسية تصمم على تقديم التفكير المنطقى للأطفال فى هذ المرحلة مما يجعل الأطفال يحفظون المواد ولا يمارسونها.
من 6 – 11، 12 سنة :
وهنا تكون أولى خطوات الطفل نحو التوجه المدرسى الحقيقى والتفكير المنطقى، والخروج من مجال الأنا إلى مجال الآخرين.
– وتبدأ قيمة التعاون فى الظهور وتبدأ لديه فكرة قبول الآخرين، كما يبدأ الاحساس بالتنافس والذى قد ييد من مظهر الأنانية لدى الأطفال فى هذه المرحلة (خاصة عند البنات) ويبدأ الصراع داخل الطفل هنا بين التعاون والمنافسة.
– وهنا يجب أن يحذر المدرس الوقوع فى خطأ التفضيل بين الأطفال ويجب أن نعلم جميعا أن تقييم الأطفال ليس بالأداء الدراسى فقط.
وكثير من الأفراد المنجزين حاليا فى مجتمعنا لم يكونوا نابغة فى الدراسة.
– ومن أهم سمات التفكير المنطقى هنا هى العلاقة السببية وفهم الأبعاد والعلاقات النسبية والأجزاء.
– أما عمر 12 سنة فيمكن فيه أن يبدأ الطفل فى التفكير التجريدى ويجب هنا أن نراعى أن الاطفال فى مرحلة 10 – 12 سنة يدخلون فيما يسمى بمرحلة ما قبل المراهقة فهو لم يعد الطفل، كما أنه لم يصبح راشد، وهنا تبدأ المواجهة بينه وبين ممثلى السلطة حيث يبدأ التحدى واثبات الذات خاصة عند بلوغ بعض الأطفال فى هذه المرحلة، ورغم خشونة هؤلاء الأطفال وتحديهم الا أنهم كالزجاج فحذار من كسره.
دور المدرس
الحضانة :
– هو أب بديل وحتى عمر 6 سنوات.
– وهنا المدرس يجب أن يحذر من المشكلات التى قد تواجه الطفل فإن عدم القاء التحية لطفل قد تسبب أزمة نفسية له تستمر معه طويلا.
– القاء كلمة لوم بشكل اندفاعى وغير موجه قد تسبب له آلاماً مبرحاً، بل مخاوف من المدرسة أو ظهور الوساوس أو رفض للمدرسين بشكل عام.
– ويجب هنا أن يكون المدرس على علم بالأنماط المختلفة للأطفال حتى يستطيع أن يتعامل مع كل نمط على حدة.
الابتدائى :
(من عمر 6 إلى 10 سنوات).
– هنا المدرس هو الأب الثانى للطفل.
– وإذا لم يتقبل الطفل مدرسه كأب أو اصابة المدرس باحباط واضح، فإن المشكلة هنا قد تبدو فى اشكال متعددة ومنها رسوب الطفل فى مادة لسنوات متلاحقة مثلاً، تركه للمدرسة بشكل قاطع (وهذا يحدث فى الكثير من الحالات خاصة فى الأرياف).
– أيضاً إن المرحلة السابقة هى بداية احترام القوانين، وان كان يصبح صلباً فى تنفيذها إلا عند بلوغة مرحلة ما قبل المراهقة.
مشكلات المرحلة:
والآن سوف نقوم بعرض الرؤية الخاصة بالأطفال من خلال المراحل العمرية ومشكلاتها ثم من خلال أنماط الأطفال المختلفة.
1- مرحلة الحضانة
الطفل فى المرحلة التى نتحدث عنها يتراوح عمره من سن 3-4 سنوات إلى سن 5 سنوات.
إن الطفل فى هذه المرحلة يكون فى أشد الحاجة إلى أم وأب، وحب وحنان، ويجب أن يقتصر دور الطفل فى هذه المرحلة على اللعب وأن يقتصر دور المدرس والأهل على اكتشاف مواهبه وقدراته والعمل على تعليمه التكيف وسط المجموعات وكيفية امساك القلم واتباع الأوامر والتعاون مع مبادئ بعض عمليات التفكير والتى نستعين فيها بالكتب.
وكما تقول منتسورى فإن عقل الطفل فى هذه المرحلة يشبه الاسفنجة يمتص ويكتسب حتى يخرج فيما بعد ما يمتصه، فإذا لم يٌخرج الطفل فى هذه السن ما يراه، فإنه يكتسبه ليخرجه فيما بعد.
لذا يجب علينا أن نكون حريصين عند التعامل مع هذا السن وألا نتوقع أنه سوف يمر موقف ما دون أن يفهمه الطفل أو أنه لن يفهم ما نقدمه له.
وهنا يجب أن يكون حرصنا أيضاً نابعا من رؤية الطفل لنا خاصة الطفل الصامت الخجول، فهذا الطفل لايرانا ولكنه يشعر بنا.
فالطفل فى هذه المرحلة لايتعامل مع ما يصدر منا من سلوك ولكنه يتعامل مع مشاعرنا وانفعالاتنا المخبأة فهو ذو رؤية خاصة ينفذ بها من خارجنا إلى داخلنا.
أهم مشكلات هذه المرحلة :
الكذب : خيال وليس كذب
السلبية
مخاوف الانفصال
مفهوم آخد حقى بإيدى
2- مرحلة الابتدائى
من سن 6 إلى 11 سنة
هنا الطفل يبدأ فى الانتقال من مرحلة اللعب إلى مرحلة الالتزام الأكثر، لكنه لازال فى مرحلة العيانية والتفكير البسيط، قد يبدأ فى نصف هذه المرحلة فى التفكير المنطقى، إلا أنه لازال تفكير قاصر.
وفى هذه المرحلة يبدأ الطفل الشعور بالالتزام كما أنه يبدأ فى تنمية محاور الفكر والتفكير لديه، حيث يبدأ تفكيره فى التحور والتحول واللجوء أحيانا إلى الكذب (عند سن 7 سنوات).
ويقع الأب فى مشكلة كبيرة، فالطفل فى هذه المرحلة يعتبر الأب من مثله العليا، وتكون مشكلة الأب الواعى هو كيف يكون الأب المسئول والأب الذى يجب أن يقدم منهجه كما ينبغى.
أهم مشكلات هذه المرحلة :
العزلة كيفية تكوين الأصدقاء البحث عن القدوة الكذب
كما يمكن تصنيف المشكلات كالتالى:
أ – المشكلات الخارجة عن ارادة الطفل.
1- الصعوبات التعليمية.
2- صعوبات تشتت الانتباه وفرط الحركة.
3- صعوبات معرفية أو اجتماعية أو سلوكية.
ب – مشكلات ناتجة عن ميل إلى سمات شخصية بذاتها :
1- الطفل الانطوائى : سهل الجرح – سهل الاحباط – قد يكون أداؤه الأكاديمى متوسط ولكنه فى ذات الوقت حاد الذكاء، مبدع مستقبلا.
2- الطفل المثالى : الخوف من سوء استخدامه، والمثالية ليست مثيرة بشكل مطلق، فلابد من ترك مسافة للخطأ والوقوع فى الخطأ الذى هو من سمات الأطفال الأساسية، فالطفل يتعلم من خلال المحاولة والخطأ.
3- الطفل كثير الحركة وتشتت الانتباه : إن هذا الطفل يسهل ظلمه لأن غالبا ما يكون المشكل ناتجا عن مشكلات بيولوجية وهو طفل يمكن التعامل معه إذا ما تفهمنا مشكلته .
4 – الطفل العنيف : وهنا يجب البحث عن العوامل الأسرية المسببة لذلك (إذا لم توجد عوامل جينية أو وراثية) هل هو تقليد لما يحدث من شجارات فى الأسرة أم أنه تتفيث عن كبت داخلى حدث فى الأسرة، أم هو نتيجة وسائل الإعلام وغياب الضبط الأسرى.
ومن أسباب العنف تفاخر الآباء باللعب العنيف لأبنائهم فى السن الصغير – والكبير أحياناً – عدم احترام الكبار للقوانين أو للدور مثلاً فى الملاهى فماذا يمكن أن يتعلم الطفل سوى أن العنف هو الذى يؤدى به على اكتساب النجاح.
– بعض المفاهيم التربوية الخاطئة والمكتسبة “حَد حقك بايدك، اللى يضربك اضربه”.
– الدور السلبى للمدرس فإذا ذهب الطفل للشكوى من ضرب طفل آخر له، ويجده يتجاهل الشكوى أو ينساها فلا يجد الطفل مخرجاً سوى العنف.
– كما يجب أن ينشير إلى أن الزحام وازدياد نسبة المواليد تزيد من العنف لدى الأطفال.
5 – الطفل المشاغب : عادة ما يكون conduct
حـ – مشكلات ناتجة عن أسلوب تربوى خاطئ :
– كما سبق الإشارة إلى العنف وكيفية اكتسابه، يجب كذلك الإشارة إلى نواح متعددة قد تسبب مشكلات للطفل والتى ينتج عنها بالتالى سلوكيات سلبية أو حتى الوصول بها إلى أعراض نفسية (وهنا تركز على الأسلوب المدرسين وليس المنزل).
– عنف المدرس.
– تهكمه وسخريته.
– تجاهل الطفل (تحية الصباح والوداع لهما أهمية شديدة لدى الأطفال، إن كلمة واحدة لكل طفل على حدة إذا أمكن تكون بمثابة الدخول للجنة للأطفال الصغار).
– الاحباط.
– سلبية المدرس.
– عدم خبرته فى التعامل مع الأطفال.
– تجاهله لأسلوب التدعيم.
– تعجله وعدم صبره خاصة للأطفال الذين بحاجة لذلك مثل حالات التهتهة – الصمت – الخجل عند الالقاء بصوت مرتفع.
– تركيز المدرسة والمنهج الدراسى بشكل عام على الكم فقط (الدرجات).
ومن أهم السلوكيات التى قد تنتج عما سبق هو مايلى :
– كره المدرسة.
– الخوف من المدرسة.
– الرسوب المتكرر.
– العدوان السلبى ثم النشط.
– بعض الأعراض النفسية مثل مخاوف المدرسة والوساوس والاكتئاب..
مشكلات المعلم المعاصرة
1- زيادة عدد الأطفال فى الفصل الدراسى.
2- صعوبة المناهج وتكدسها.
3- عدم ملاءمة المناهج فى أحيان كثيرة للنمو النفسى والعقلى للطفل.
4 – عدم وجود فرصة لتنمية المهارات الابداعية والعقلية.
5- عدم وجود مدرس فصل class teacher، مما يصعب معه اقامة علاقة ثابتة مع الطفل (رغم ما فى ذلك من عيوب يمكن تفاديها).
6 – الأسلوب التربوى الخاطئ السائد فى مجتمعنا فى كثير من المنازل مثل الدلال الشديد، عدم الالتزام بالحدود الأسرية، عدم تنمية قيمة المدرس داخل الطفل، كثرة الاعتماد على الدروس الخصوصية.
7 – الامتحان فى مصر هو معاناة وأزمة نفسية وليس تقييم للطفل وما يزيد هذه المعاناة.
8 – عدم وجود فرص حقيقية لتأهيل المدرسين وتدريبهم على كيفية التعامل مع الأطفال كما هو فى سائر البلاد المعاصرة.