المقال الأول: ماهية الاضطراب ووصفه، نظرة سريعة

المقال الأول: ماهية الاضطراب ووصفه، نظرة سريعة

معظم الأطفال يمكن وصفهم بالمشاغبين وبأن نشاطهم مفرط، أو انتباههم ضعيف نوعا ما…

لكننا عند تناولنا لهذا الاضطراب نتحدث عما يفوق ذلك، فنحن نتحدث عن درجة غير طبيعية من النشاط الحركى وضعف التركيز غالبا ما تظهر في المنزل والمدرسة وليس في موقع واحد، كما غالبا ما تكون معيقة لحياة الطفل الأكاديمية أو الاجتماعية.

تشتت ونقص الانتباه :

يتصف هؤلاء الأطفال بالتالى:

1- قصر المدة الزمنية لانتباههم.

2- يفشلون في انهاء المهام التي يبدؤونها.

3- غالبا ما يبدون وكأنهم لايسمعوننا عندما نتحدث إليهم.

4- عادة ما يفقدون أغراضهم أو ينسون أين وضعوا أقلامهم أو كتبهم.

5- عاده ما ينشغلون بالأشياء الصغيرة من حولهم، ويسهل انتقال انتباههم من منبه لآخر بشكل سريع.

7- يظهرون كأنهم حالمين.

فرط الحركة :

1- هؤلاء الأطفال لا يستطيعون أن يظلوا ساكنين فى أماكانهم أو مقاعدهم فتره بسيطة.

 2- عادة ما يتسلقون أو يجرون فى كل مكان فى البيت أو السوق ويوصفون بأنهم لايهدأون أبدا

3- إذا اضطروا لملازمة أماكنهم فانهم لا بد وأن يتحركوا داخل مقاعدهم (يفركوا).

4- كثيرو الكلام بصورة ملحوظة.

5- يقاطعون أحاديث الآخرين بصورة مستمرة.

الاندفاع :

يتسم هؤلاء الأطفال بأن فعلهم يسبق تفكيرهم حيث:

– يجيبون عن الأسئلة قبل الانتهاء من سماع السؤال.

– لا يستطيعون أن ينتظروا دورهم فى أى نشاط.

– يقاطعون الحديث.

– يصطدمون بالأشياء عند سيرهم.

– عادة ما يشتت تفكيرهم بسبب حركتهم.

– كثيرو التعرض للإصابات والحوادث.

المشكلات السلوكية:

1- هؤلاء الأطفال سريعى الاحباط وبالتالى تكون ردود أفعالهم مبالغ فيها وعنيفة إذا ووجهوا بهذا الاحباط.

2- هم غير قادرين على اقامة الصداقات وغالبا ما يشعرون بالوحدة ويكون ذلك نتيجة لفشلهم فى مشاركة الآخرين أنشطتهم.

3- غالبا ما يقودهم اندفاعهم إلى أخطاء سلوكية متعددة.

  * التشخيص المبكر للأمراض النفسية فى مرحلة الطفولة:

يمكن التعرف على الطفل مشتت الانتباه مفرط الحركة فى السن المبكرة من خلال المظاهر التالية:

    أفى سن 3 سنوات:

1- الطفل لايستطيع أن يكمل عمل أو لعبة بتركيز لمدة 15 دقيقة متواصلة (فرط الحركة ونقص الانتباه).

2- الطفل يظهر انفعالات حادة غير ملائمة للموقف مقارنة بأقرانه (فرط الحركة ونقص  الانتباه).

3- الطفل دائم العنف مع أقرانه خاصة عند شعوره بالاحباط أو الرفض. (اضطراب سلوكى).

4- الطفل عادة غير مطيع لأوامر الكبار أولا يستطيع اتباع أوامرهم أوينسى أوامرهم. (اضطراب سلوكى).

   بسن 6 سنوات وأكبر :

1- الطفل لا يستطيع عادة المشاركة فى الألعاب الجماعية مع أقرانه حيث يكون السبب فى هدم أو فشل اللعبة.

2- الطفل لايحترم الدور ولاينتظره.

3- الطفل لا يستأذن.

4- غالبا ما يقوم بمقاطعة الآخرين فى الحديث.

5- الطفل دائم الخروج عن النظام ولايفكر فى تبعات ما يفعله.

6- الطفل غير قادر على اقامة علاقات اجتماعية متواصلة.

7- في الأعمار التالية وخاصة عند عمر 6 سنوات يبدأ في إظهار تدهور الأداء الدراسي والاجتماعي.

   * معدل الانتشار

– نسبة الاصابة في الفتيان أكثر من الفتيات 1 : 4

– نسبة الانتشار في الفتيان تزداد في سن المدرسة، وتقل فى سن المراهقة، أما فى البنات فانها ثابتة فى مراحل السن المختلفة.

– يزداد رصد هذه المشكلات في المجتمعات المدنية أكثر من القرى.

– ارتفعت نسبة انتشار المرض مع النصف الثانى من القرن 20 وذلك مع سرعة ايقاع الحياة واختلاف نظم التعليم – والتوقعات المجتمعية، ومع ازدياد المواد المصنعة والألوان غير الطبيعية في الأطعمة.

   *الأسباب :

لا يوجد سبب واحد يمكن القول بأنه السبب فى هذا الاضطراب، ولكن يمكن الاشارة إلى عدة أسباب مرجحة:

1- الوراثة  هى عامل رئيسى وفقا لما أظهرته الأبحاث الاخيرة على التوائم والتى أشارت إلى أن نسبة الوراثة تصل إلى 80%، وهى نسبه تعتبر شديدة الارتفاع.

2- إن أى اصابة فى الجهاز العصبى قبل أو أثناء الولادة قد يكون لها تأثير.

3-  نقص الاكسجين والولادات المبكرة واصابات المخ بسبب الالتهابات وتناول الأم أدوية معينة أثناء فترة الحمل والتعرض لنسبة عالية من مادة الرصاص.

4- تزداد الإصابة عند وجود خلل في وظائف المخ الكيميائية (الوصلات العصبية).

5- العوامل الاجتماعية قد يكون لها تأثير ولكن ليس بنفس الدرجة الوراثية.

6- توجد عوامل نوعية تزيد من نسبة انتشاره مثل كثرة تناول الطعام الذى يحتوى على المواد الحافظة.

   * العلاج 

العلاج لمشكلات هذا المرض يبدأ من العلاج السلوكي، السلوكي-المعرفي، وينتهي بالعلاج بالدواء، ولكن دور الأسرة أيضا هو عامل لازم في المزيد من ضبط مظاهر

هذا الاضطراب.

كذلك فإن مركز دايما أصحاب – د. مي الرخاوي- له السبق في الشرق الأوسط في بدء الأنشطة العلاجية الجماعية للأطفال من خلال نشاط اليوم الكامل الذي يشمل الأنشطة التأهيلية للانتباه والتركيز والذاكرة الوظيفية وللوظائف التنفيذية، ونشاط العلاج الجمعي للأطفال، بالإضافة لأنشطة التآزر الحركي – البصري، الدراما والعلاج بالفن وكلها من خلال المشاركة الجماعية للمزيد من التأهيل النفسي للأطفال، وهو ما أثبت نجاحه من خلال الدراسات والملاحظات التتبعية للأطفال عبر السنوات المختلفة.